واي إن إن - متابعات
اتفق الوزراء العرب المشاركون في اجتماع جدة، منتصف ليلة الجمعة – السبت، على "أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة" في سورية، حسبما أعلنت وزارة الخارجية السعودية السبت في بيان. وبحسب البيان أكد الوزراء أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية"، مشددين على "أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود". وبدأ الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق في مدينة جدة السعودية مساء الجمعة، والذي عقد لمناقشة عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية. وفي وقت سابق، بثت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية لقطات متلفزة لبدء الاجتماع الذي دعا إليه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بحضور 8 وزراء خارجية عرب والمستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، دون ذكر أي تفاصيل عما يجري تداوله. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي كان في استقبال المسؤولين العرب المشاركين في الاجتماع، حيث استقبل الجمعة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزراء خارجية مصر سامح شكري، والأردن أيمن الصفدي، وعمان بدر البوسعيدي، والكويت سالم الجابر الصباح، والعراق فؤاد حسين، والبحرين عبد اللطيف الزياني، والمستشار الإماراتي أنور قرقاش، في مطار الملك عبد العزيز الدولي بمحافظة جدة، كل على حدة. وفي وقت سابق، نقلت "فرانس برس" عمن وصفته بـ"دبلوماسي عربي" أن "هناك احتمالًا" بأن يحضر وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد اجتماع جدة لـ"عرض وجهة النظر السورية". لكن، بحسب مشاهد "الإخبارية"، لم يكن وزير خارجية النظام السوري حاضراً. واستقبلت السعودية، الأربعاء، المقداد للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية. وتتسارع وتيرة التقارب بين دول عربية والنظام السوري، وآخرها استقبال السعودية المقداد، والاتفاق على البدء في إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين. وعُلقت عضوية سورية في جامعة الدول العربية رداً على حملة القمع الوحشية التي شنها رئيس النظام السوري بشار الأسد على الاحتجاجات السلمية في بلده. ونقلت "رويترز" عن مسؤول أردني قوله إن الأردن يدفع بـ"خطة سلام عربية مشتركة يمكن أن تضع حداً للتبعات المدمرة للصراع السوري" المستمر منذ أكثر من 10 سنوات. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه إن المملكة اقترحت تشكيل مجموعة عربية مشتركة "تتعامل مع الحكومة السورية مباشرة بشأن خطة مفصلة لإنهاء الصراع". وأضاف أن "خريطة الطريق التفصيلية تتناول جميع القضايا الرئيسية... وحل الأزمة حتى تتمكن سورية من استعادة دورها في المنطقة والانضمام مجدداً إلى جامعة الدول العربية". وعشية اجتماع جدة، اعتبر رئيس الوزراء القطري أنّ أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة بالنسبة للدوحة. وأكد رئيس مجلس الوزراء القطري، في مقابلة مع "تلفزيون قطر"، أن "أسباب تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية ومقاطعة النظام السوري ما زالت قائمة"، مضيفاً: "صحيح أن الحرب في سورية قد توقفت، ولكن الشعب السوري ما زال مهجراً، والناس ما زالوا في السجون، ونحن في دولة قطر لا نريد فرض حلول في سورية، فالحل بيد الشعب السوري. قرار دولة قطر المنفرد هو ألا تتخذ أي خطوة إذا لم يكن هناك تقدم سياسي لحل الأزمة السورية، وهو قرار سيادي لدولة قطر نتمسك به". وعلى الرغم من مسار الانفتاح العربي على نظام بشار الأسد، إلا أن العديد من الدول العربية لا تزال ترفض أي تطبيع معه قبل تحقيق خطوات جدية على طريق التوصل إلى حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدَّمها القرار 2254. وتواجه الجهود لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية "مقاومة" من دول عربية، وفقاً لمسؤولين عرب تحدثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال". وأكدت الصحيفة أنّ خمسة أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون إعادة انضمام النظام السوري إلى المجموعة، مضيفين أن مصر أيضاً التي أحيت العلاقات مع النظام السوري في الأشهر الأخيرة تقاوم القرار. وأجرى وزير الخارجية السعودي اتصالاً هاتفياً الجمعة بوزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قالت وكالة الأنباء السعودية إنه "بحث التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك (..) وجهود البلدين في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، بما يعزز الاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة العربية".
مصطفى البرغوثي
أسامة رشيد
مصطفى ناجي
عبد الرحمن الراشد
عمر سمير