انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية: "أكثر صراحة" و"مشجعة"

واي إن إن - متابعات

انتهت الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية في مسقط، الأحد، والتي اعتبرت طهران أنها "أكثر جدية وصراحة"، في حين وصفتها واشنطن بأنها "مشجعة". وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، إن الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية في مسقط "كانت أكثر جدية وصراحة بالمقارنة مع الجولات الثلاث السابقة"، مضيفاً أن "المواقف كانت أكثر تقارباً من قبل ويمكن القول إن المفاوضات ماضية إلى الأمام واتفقنا على استمرارها". وأكد عراقجي أن الجولة الرابعة دخلت التفاصيل "وكلما نخوض في التفاصيل، تصبح المفاوضات أكثر صعوبة، ورغم ذلك، أجرينا نقاشات مفيدة للغاية، والطرفان أصبحا على دارية أفضل بالقضايا الخلافية"، مشيراً إلى أن الجولة القادمة ستعقد بفاصل أسبوع تقريباً.
وشدد عراقجي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني عقب المفاوضات، على أن "مبدأ تخصيب اليورانيوم ليس قابلاً للمساومة أبداً وهذا ما قبلته أميركا". وأكد أن التصريحات الإعلامية الأميركية المتناقضة "تضر بمسار المفاوضات". وتابع: "أبلغناهم بأن إيران ثابتة في مواقفها وتتوقع من الطرف الأميركي أيضاً أن يتبع هذا النهج"، متوعداً بأن إيران سترد إن استمر هذا السلوك الأميركي الإعلامي.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي قد أعلن أن الجولة الرابعة للمفاوضات الإيرانية الأميركية انتهت اليوم الأحد في مسقط، وأضاف بقايي أن هذه الجولة "كانت صعبة، لكنها مفيدة للوصول إلى فهم أفضل لموقف البعض والبحث عن حلول معقولة وواقعية لحل القضايا الخلافية"، لافتاً إلى أن سلطنة عُمان هي التي ستعلن زمان الجولة القادمة ومكانها لاحقاً.
من جانبها، وصفت واشنطن الجولة الرابعة من المحادثات النووية مع طهران بأنها "مشجّعة"، ونقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إنه "جرى الاتفاق على المضي قُدُماً في المحادثات مع إيران لمواصلة العمل بشأن الأمور الفنية".
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إنّ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أجرى اليوم محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال الجولة الرابعة من محادثات البرنامج النووي مع إيران في مسقط، وأضاف المسؤول الأميركي: "جرى التوصل إلى اتفاق على المضي قُدُماً في المحادثات ومواصلة العمل على الجوانب الفنية، نحن متشجعون من نتائج الاجتماع اليوم، ونتطلع إلى لقائنا القادم الذي سيُعقد في المستقبل القريب".
إلى ذلك، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، اليوم الأحد، إن الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية النووية التي عقدت في سلطنة عمان تضمنت أفكاراً "مفيدة وجديدة" تعكس رغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق "مشرف". وأضاف البوسعيدي في منشور على إكس أن الجولة القادمة من المحادثات ستعقد بعد أن يتشاور الجانبان مع قيادتيهما.

وكان من المفترض أن تعقد جولة اليوم من المفاوضات الإيرانية الأميركية في روما في السادس من الشهر الجاري، لكنّها أُجّلت أسبوعاً لـ"أسباب تقنية وفنية". وتأتي هذه الجولة قبل يومين من وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة لزيارة السعودية وقطر والإمارات، ما يجعلها تكتسي أهمية خاصة، واستبقها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بثلاثة أيام بزيارة السعودية وقطر أمس السبت. وشدّد ويتكوف في وقت سابق على أن تخصيب اليورانيوم هو "خط أحمر" للولايات المتحدة.
وتصاعد التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني منذ أن سحب ترامب في 2018 الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015، وأعاد فرض عقوبات عليها. ونصّ الاتفاق على تقييد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات عنها. وبقيت إيران ملتزمة بالاتفاق لعام بعد الانسحاب الأميركي، قبل أن تبدأ التراجع عنه تدريجياً. وحدّد الاتفاق سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67%. إلّا أن طهران تقوم حالياً بتخصيب على مستوى 60% غير البعيد عن نسبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
بزشكيان: لن نقبل بتفكيك منشآتنا النووية
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، خلال جلسة الحكومة الإيرانية: "نحن جادون في المفاوضات للوصول إلى اتفاق"، مضيفاً: "تفكيك المنشآت النووية الإيرانية غير مقبول". وقال إن بلاده تتفاوض لتحقيق السلام "ولا نسعى للحرب وعدم الاستقرار في المنطقة"، مؤكداً: "يمكننا أن نطمئن بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم ولن تسعى لامتلاك السلاح النووي"، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، إن وزير الخارجية عباس عراقجي، سيزور غداً الاثنين، الإمارات استكمالاً للمشاورات الإيرانية مع الجيران ولبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.