قراءة نقدية تذوقية لقصيدة (لهفةُ الماء) للشاعرة ابتهال محمد مصطفى تريتر

20-09-2020 07:33:12    مشاهدات262


واي إن إن - فاطمة عبداللطيف

أشعل معي الأنهار
موسم نايها قد لايجئ
فكن لها الأغياثا
الملح...
يعرف لهفة الماء الذي..
مدنا تؤدب في الحنين لهاثا
الحزن.
يشربنا انتظارا عاجزا
ليصوم ميعاد اللقاء ثلاثا
لا أعرف اللون الرماد..
فلا تكن صوت الرماد
ودع لي المحراثا
أنضجتني..
حتى اكتملت قصيدة
هل اشتهي عند الحصاد بغاثا
كفاك مقبرة الورود..
قيامتي
اقتلعتك من خلف الندى أجداثا
أنا لن أموت..
ولن أريك خزائني
حتى تقسم لهفتي ميراثا
خيالة..
قلبت على مضمارهاخيالها
وتعطرت أحداثا
اترك لي الأحلام
كم أنزلتها
ولتنزلن وإن أتت أضغاثا

ــــــــــــــــــــــــــــ
(أشعل معي الأنهار) أسلوب إنشائي أمر غرضه الحث والإغراء باشعال نيران المحبة في القلوب لتنير طرق الأحبة إنها قيامة صغرى جميلة ولعلها اقتبست المعني من قوله تعالى (وإذا البحار سُجرت) إذ أنها حقيقة علمية معروفة بما إن جزيئات الماء تتكون من هيدروجين (غاز مشتعل) وأوكسجين(غاز مساعد) للاشتعال وتعلل ذلك بالخوف من عدم وصول موسم الغناء الجميل فلتكن أنت النور والغيث الذي يذيب الظمأ
(موسم نايها) قد لا يجيء استعارة مكنية تعكس حالة الخوف
(فكن) أمر غرضه الرجاء وتستخدم صيغة الجمع الأغياث لتكثير العطاء المأمول
(الملح يعرف لهفة الماء) إشارة إلى حالة الامتزاج والتداخل بين الأحبة كامتزاج الماء بالملح في البحار وتداخلهما بحيث لا يمكن الفصل بينهما
واتساع الحنين للأحبة يشبه اتساع المدن وتشبيه شدة الحنين للوصول باللهاث الذي لا يتوقف بل يستمر ويتجاوب والمعنى مقتبس من القرآن الكريم إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث فالحنين مستمر كاستمرار اللهاث
(الحزن يشربنا انتظارا) استعارة مكنية تعكس الحالة النفسية التي يتجرعونها وامتداد الأحزان التي تخيّم وكأنها عاجزة عن الحركة من قلوبهم فقد خيّمت فيها ولا تود الحركة وتعكس حالة ألم الانتظار فأثقل وقت على النفس هو وقت الانتظار والأثقل عدم وصول المنتظر
(ليصوم أوقات اللقاء ثلاثا)
تعبير يدل على الوفاء بنذر إن تحقق المطلوب بالصيام
(لا أعرف اللون الرماد) كناية عن شفافيتها ووضوحها وعزوفها عن الغموض باعتبار اللون الرماد رمزاً للغموض
(لا تكن) أسلوب إنشائي غرضه التمني وعودته للوضوح لا الإبهام المؤلم المحرق للعواطف
(صوت الرماد) تشبيه بليغ للرماد بالصوت عن طريق الإضافة فهي تريد أن يكون صوته واضحاً لا متلاشياً
(دع لي المحراثا) أسلوب إنشائي غرضه الرجاء والالتماس والملتمس المحراث وهو رمز لريشتها التي تلوّن الأرض وتنقشها فتخضر وتعطي لوناً جميلاً للحياة مغايراً للون الرماد
ما أجمل الأرض والمحراث ينظمها قصيدة ذات تقطيع وأوزان
(أنضجتني) حتى اكتملت قصيدة كناية عن اكتسابها خبرة بعد ألم محرق أوصلها حد النضوج بعد تجربة مريرة
(هل اشتهي) أسلوب إنشائي غرضه النفي أي لا أشتهي بغاثا يعبث بمحصول انتاجي الجميل
(كفّاك مقبرة الورود) تشبيه بليغ للكف القاسية والمقصود بها العاطفة التي تدوس وتدفن كل شيء جميل ورمزت له بالورد
(قيامتي اقتلعتك) استعارة تصريحية حيث شبّهت اشتعال ثورتها العاطفية بقيامة تقتلع الحياة من جذورها وتخرجه من عواطفها التي تعلقت به كما تخرج الناس من قبورهم عند المحشر
(أنا لن أموت) كناية عن مقاومتها ومواجهتها واستمرارها ومغالبتها وتحدّيها للظروف وقهرها لها وثباتها أمام كل مايريد النيل منها ومن مكانتها
(وخزانتي) استعارة تصريحية لمشاعرها المخزّنة في حناياها
(تقسم لهفتي) ميراثا تشبيه للمشاعر بالميراث وفيه عتاب مُر له لأنه استهان بمخزونها من المشاعر المتعلقة به
(خيّالة) تشبيه بليغ لنفسها بالفارسة القادرة على ترويض مطيتها بالطريقة التي تريدها وفيه إيجاز بالحذف أي هي خيّالة تعطرت بالأحداث المشرّفة عبر التاريخ وتعبّر عن انتصارها بالعطر لفترات طويلة
أنا كم نصحتك يا صديقي أنها متمرّدة
كذبتني لم تستمع نصحي فكانت مصيدة
(اترك) أمر غرضه العتاب
الأحلام والآمال التي رسمتها في مخيلتها وسعت لتحقيقها وتؤكد على قدرتها على تحقيقها وإن كانت في نظرهم أضغاثا
اختيار الشاعرة للثاء كحرف روي قد منح القصيدة إيقاعاً فريداً
إعلان
تابعنا
ملفات